التدوير في أعمال شوقي بزيع الشعرية
الباحث الأول:
مجلة آداب الكوفة
المجلة:
مجلة آداب الكوفة/ مجلة علمية فصلية محكمة تعنى بالدراسات الإنسانية تصدر عن كلية الآداب - جامعة الكوفة
تاريخ النشر:
None
مختصر البحث:
لقد استعمل شوقي بزيع التدوير في قصائده محاولاً اللحاق بخيالاته المتشظية, فكأن هذا التدوير يعكس مدى تسارع الأحداث من حوله مع عجزه إزاءها فهي لا تترك له مجالاً لوقفة يلتقط بها أنفاسه الشعرية إلا حيث تحط القافية رحالها في السطر أو المقطع المدور غالباً .…
لقد استعمل شوقي بزيع التدوير في قصائده محاولاً اللحاق بخيالاته المتشظية, فكأن هذا التدوير يعكس مدى تسارع الأحداث من حوله مع عجزه إزاءها فهي لا تترك له مجالاً لوقفة يلتقط بها أنفاسه الشعرية إلا حيث تحط القافية رحالها في السطر أو المقطع المدور غالباً .
ولم يكن استعمال التدوير بين الاسطر عبثيا في تجربة بزيع، فقد اثبت البحث ان التقسيم الشكلي للأسطر حمل مزايا دلالية اخرى، مع ما يحمله التدوير من اشعار بالالتصاق والالتحام بين اجزاء القصيدة او المقطع المدور.
فضلا عن ذلك فان الشاعر اعتمد السرد في كثير من قصائده مما يستدعي الاسترسال وبناء الكلم على بعضه، وهذا امر اخر عززه التدوير موسيقيا في قصائد شوقي بزيع؛ اذ ان التدوير يوحي بتواتر الاحداث وتسارعها والتحامها وانسيابيتها وجريانها كجريان ماء النهر.
ولأن بزيع شاعر ينتمي الى ركب الحداثة التي استمدت الكثير من رموزها وخيالاتها من الماضي من اساطير وملاحم واديان، استمد شوقي بزيع _كما فعل غيره من الشعراء_ استمد شكل قصائده المدورة من تكنيك الملاحم القديمة التي كانت مدورة ايضا، وقد اكثر الشاعر من استعمال التدوير حتى ليعد ملمحا اسلوبيا واضحا في شعره.